قبل ان يموت الحب...!!!
الحب عندنا أصبح صريع الانحلال ...والانحلال إذا خالط الحب أفسده كما يفسد الخل العسل.
ان ممارسات شاردة لا تعلو عن كونها هوى .....إذا لبست عباءة الحب خدعت الناس وضللتهم وأساءت للحب وانتزعت ثقتهم فيه.
وشتان ما بين الحب والهوى ...رغم تقاربهما في داخل الإنسان فالحب معبر عن الجانب الانسانى الراقي فيه والهوى هو جانب حيواني لا سمو فيه.
"فالحب في عمومه ليس بمنكر في الشريعة ولا في الدين" كما قال الإمام ابن حزم الاندلسى.
ولان مرتبط بالعفاف والهوى مرتبط بنفس أمارة بالسوء فان طغي الهوى فسد الحب وأصبح مذموما وان غلب الحب صار عفيفا محمودا.
وما الضرر في حب ليس فيه ما يغضب الله.
قال تعالي ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))الزخرف.
من تفسير السعدي((إلا المتقين:أي الأخلاء محبتهم لا تغضب الله تدوم وتتصل بدوام من كانت المحبة فيه))
والحب إذا نقص في المجتمع وانتشرت مفاهيم خاطئة عنه تحولت حياتنا إلي تقليد وروتين لا عطاء ولا تضحية فيها. فالحياة ليست مجرد واجبات مفروضة نفعلها رغما عنا .
ولرسول الله صلي الله عليه وسلم مواقف لا تعد ومنها من له دلالة خاصة ((عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت استأذنت هاله بنت خويلد أخت خديجة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال" اللهم هاله.. " فغرت فقلت أما زلت تذكر عجوز من عجائز قريش هلكت مع الدهر وقد أبدلك الله خيرا منها قال ما ابدلنى الله خيرا منها)) صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار [3610]
انه صلي الله عليه وسلم مازال يميز استئذانها...!!!! . ودعا الله ان تكون أختها ليتذكرها فيها صلي الله عليه وسلم . وانظر إلي تعبير السيدة خديجة "ارتاع لذلك...!!!"
هل هذا كان زواج تقليدي لا حب فيه؟؟؟؟ وهل كانت مجرد واجبات تؤدى...؟؟؟؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان الرسول صلي الله عله وسلم يذبح الشاة فيهدى خلائل خديجة منها ما يسعه)).[3605]
يهدى أصدقائها إكراما لها حتى بعد موتها صلي الله عليه وسلم.
هل هذا نتاج زواج جاف كما نرى الآن . أزواج إذا انفصلوا أقاموا الدعاوى كأنهم ألد الأعداء .
وموقف آخر عندما سأله احد أصحابه "من أحب الناس إليك يا رسول الله ؟؟" قال :عائشة..!!......إلى أخر الحديث
هذا معلم الامه أعلنها صريحة دون تردد في المسجد علي مرأى ومسمع من المسلمين.ان أحب الناس إليه زوجته.
وشرط دوام الحب بعد الزواج وحتى بعد الممات عفته قبل ذلك.
اقصر عن لهوه وعن طربه *** وعف في حبه وفي قربه ((الإمام ابن حزم))
فالحب ما هو إلا توافق في كل شيء أهمها الفكر والعقل. وهذا مالا دخل لنا فيه .
قال صلي الله عليه وسلم ((الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف))
وطريقة التعبير عن الحب هي بيت القصيد.....
فإذا رابط الناس علي العفة ولازموها صار الحب بناءا ووجدت كل روح شريكها الذي لا يفارقه في السعادة والحزن والصحة والسقم.
قال تعالي ((هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)).الأعراف......يسكن إليها...!!!
والسكن هو تمام السكينة والأمان والاطمئنان ......وهل هناك أمان إذا لم يكن الحب سابقا في الوجود؟؟؟
فكل ما نرجوه هو ان نسلخ الحب عن الهوى ونجل الحب ونذم الهوى ....
حتى لا يموت الحب.