الجمعة، 5 ديسمبر 2008

ووجه قبيح اخر


في موضوع تسول الأطفال تعددت الآراء حول الأسباب الدافعة وطريقة التعامل مع الموضوع.

ولكن هناك أمر آخر محير جدا. لماذا يتسول بعض الموظفين والمدرسين وأساتذة الجامعة وأعضاء هيئات التدريس. يتسولون تسولا حقيقي ولكنه مقنع بقناع مهترىء شفاف لكل من دقق النظر.

ومع أول حركة للوجه أو كلمة من الشفاه يسقط هذا القناع ليكشف عن وجه كالح لا احسبه إلا تسول.

من موظف لا يسير لك أمرا ولا ورقة إلا إن وضعت له "الفطار" أو " الشاى" في درج مكتبه الذي يبدو كحفرة من جهنم.

وتدفع بالإكراه لأنك إن لم تعطه ما يريد سوف تغرق في حلقة مفرغه من التعقيدات فهذا ليس رشوة فحسب ....إنما هي رشوة مغموسة بالتسول يمزجهما في تجانس قميء يكل لا مبالاة وكان دماء الوجوه قد جفت.

وان كان هذا التصرف حق كفلته سلبية المجتمع وبرره مرتكبوه بظروف الحياة والمعيشة.....فنقول "لا" إن الخطأ لا يبرر قد يعذر أحيانا لكنه لا يبرر.

ومدرس يضرب التلاميذ ويقهرهم ولا يراعى الله وضميره في عمله في المدرسة كوسيلة لإجبارهم علي الدروس الخصوصية.....أو ليس هذا تسولا وسرقة بالإكراه.

وكان ظروف الحياة صعبة عليهم وسهلة علي ضحاياهم.

وأخيرا الكارثة الحقيقة....

أستاذ جامعي يفترض أن يكون قدوة ومثلا لان هؤلاء الطلبة قريبا سوف ينزلون لمعترك الحياة الحقيقة.

ياتى هذا الأستاذ ليبيع كتابه اغلي ثمنا من المراجع الاصليه ويضع بداخله ورقة ملونه حمراء أو خضراء ويطلب تسليمها باليد ليعطيك درجه الكتاب. يا لها من تصرفات تسقط لحم الوجه خجلا

وقد يكون هذا الكتاب ذو الورقة المقدسة ليس له اى قيمة غير إرضاء هذا الأستاذ وحتى هو نفسه قد لا يشير إلى المادة بداخله وتأتى بها من مصادر أخرى. المهم أن تدفع ثمن الكتاب.

أليس هذا تسولا لقيط الوجه بشع الملامح.

و ياتى الرد على الظروف والمرتبات الصغيرة ...يا لها من حجه.

وماذا عن أساتذة يدرسون في جامعات خاصة هل يعانون من المرتب الهزيل ...بالطبع لا.!! وأيضا يرتكبون هذه البشعات.

فهؤلاء كأنهم يصيحون في آذان طلابهم " فلتحكمكم جميعا المادة في حياتكم حتى لو تسيرون دونما كرامة أو دونما حذاء"

ومع مرور الوقت يصبح هذا هو الطبيعي والعادي وما دونه الشاذ.

بالطبع هناك أساتذة يتركون فيك عظيم الأثر وتظل ممتن لهم أنهم علموك حتى بعد وفاتهم.

فالأثر لا ينسى

ولكن من تكلمنا عنهم آنفا قد ذاع صوتهم وارتفع حتى أصبح يطغى علي الأخيار في المجتمع وهذا ما نخشاه.