الجمعة، 13 مارس 2009

مالا يجوز الخلاف فيه..!!!


لا ننكر حقنا في الاختلاف أبدا بل نطالب به بشده هو والتنوع الذي يثمر عن الأفكار البناءة ومن حقنا أيضا أن نمارس حياتنا بالطريقة التي تناسبنا ولكن ما ليس من حقنا هو أن نحطم ثوابت المجتمع وندمر قيمه ودعائمه ونلقى بهويتنا على طرقات العولمة بآراء شاردة و شطحات أفكار.

فالفكر في المجتمع يجب أن يكون حرا كريما. ولكنه ايضا يجب أن يكون محدد بإطار عام.

هذا الإطار قابل للتمدد والتوسع واحتواء كل الأفكار والآراء و يكون مثبت على دعائم القيم الدينية و الاجتماعية بم يحفظ لنا هويتنا وتميزنا.

هذا الإطار الواسع المرن الذي يحوى أفراد المجتمع وفئاته وطوائفه ويحوى اختلافاتهم طالما لا يعصف هذا التفاوت بالثوابت والمسلمات

ويتحرك الأفراد داخله بحرية ولا باس أحيانا أن يضغطوا الإطار من إحدى الجوانب ليبدو خارجا عن المألوف.

طالما حافظنا عليه من الانقطاع والتشقق أو انكسار إحدى دعائمه.

فمن هنا يجب الحذر أن تستباح المسلمات والقيم الاخلاقيه والدينية فتتسلل إلينا أفكار ضالة وتقاليد شاردة.

ولان الأفراد في المجتمع يجب أن يشعروا بقدر كبير من الحرية فيجب إلا يكون هذا الإطار يابسا متحجرا من جانب ما لأنه بذلك سيضع أصحاب الفكر الغير مألوف إمام خيارين إما كسر هذه القيم تمام للخروج بآرائهم أو الجمود والتقليد التامين. وهذا ما لا يحمد عقباه.

والمجتمع نفسه هو من درجة يحدد مرونة هذا الإطار بدرجة تقبله للراى الاخر وتماشيه معه والافتراض بصحته.

لذلك فالحل في اغلب القضايا ليس التراشق بالكفر والاتهامات بالهرطقة والضلال وإنما الحوار والنقاش الجاد مع من يجيد هذا النوع من النقاش

هذا ما سيخلق اتفاقا ضمنيا بين كل أفراد المجتمع وفئاته على الرغم من اختلافاتهم وسيكون هذا الاتفاق هو بداية الانطلاق نحو حرية فكر ورأى تنطلق بالمجتمع إلى التقدم والمحافظة على هويته وسط خضم العولمة الهائج والغزو الفكري. وهذا ما سيمنح المجتمع وأفراده الإحساس بالحرية والأمان في وقت واحد .