الأربعاء، 18 فبراير 2009

الان...اختلاف الرأى يدمر للود كل القضيه.!!!


اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه مقولة ماثوره لا ننفذ منها شيئا ولا نعرف لمعناها بعدا.

ثقافة الاختلاف صريعة كغيرها لا نحترم الراى الآخر ولا نعرف ضوابط تبادل الآراء و النقاشات الموضوعية لا نعرف لها سبيلا.

لا يعرف عندنا سوى الفرض والقهر والمصادرة والمشادان والحجر على الراى الأخر.

وللأسف أكثرنا كذلك نشكو من القهر والتعسف قدر ما نشكو ونستجدى الحرية في الرأى ونحن ونمارسه كل يوم.

وما يؤدى بالقضية إلى منحى خطير هو أن الأطراف المتحاورة غالبا ما تتحسس سلاح الدين أولا ويشهروه ضد بعضهم ويبدأ كل طرف بان يلوى رقبة النصوص حتى تخضع لفكره وإخراج الآخر من دائرة الدين وتبشيره بالنار.

مع أن الطعن في تدين الطرف الآخر آخر ما يجب اللجوء إليه وحتى لا نلجأ إليه أبدا.

فهو مشهد قبيح جدا أن نرى كل من يختلف مع الآخر في رأى ما يلوح في وجهه بالجنة والنار كأول اختيار.

كيف يكون هذا أول ما نلجأ اليه فى الاختلاف؟؟؟!!!

ونرى كيف ان مدعون التثقف يدخلون الحوارات بتعصب ونية مبيته لعدم الاقتناع أو حتى الحياد فيبدأ النقاش وينتهي دون اى جدوى.

ولان النقاش غالبا لا يكون قائما على أساس البحث عن الحقيقة فنرى كل شخص متخندق ومتشرنق في معلوماته القديمة أيا كانت مدى صحتها فيكون أسيرا لها ويدافع عنها بكل استماتة لأنه فقط لا يقبل فكرة أن يكون الأخر على صواب.

ولنا في القران مثلا لو نعيه نغير طريقتنا تماما في دخول النقاشات والتمهيد لها..قال تعالى((فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر))الغاشية وقال تعالى ((وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين))سبأ

هذا القران الذي لا يشك في صحته أبدا ولا تشوبه اى شائبة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم بامر من الله تعالى وهو يناقش المشركين الذين يعبدون الأصنام وكفرهم لا يخفى على احد (لعلى على هدى أو في ضلال مبين)

هذا هو الحوار الجاد الموضوعي. أن يدخل كل طرف الحوار متسلحا بعمله واعتقاده وإيمانه نعم ولكن لا ينكر أيضا احتمالية صواب الآخر. آو حتى الاشاره إليها.

قال تعالى((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))الحجرات

هنا وصل الاختلاف إلى حد الاقتتال بالسيف لكنه لم يصل إلى حد الطعن في الدين

حتى القران الكريم سماهم "المؤمنين" ثم أصلحوا بينهما.

وفى موقف الإمام على رضي الله عنه في صفين مثالا ينهى الموضوع عندما سأله نفر من فريقه عن جيش معاوية قائلا: أكفار هم؟ قال: لا، من الكفر فروا، قيل: أمنافقون هم؟ قال: لا، إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، وهؤلاء يذكرون الله كثيراً، قيل: فمن هم إذاً؟ قال: إخواننا بغوا علينا.

حتى بعد وصول الأمر إلى القتال سماهم "اخواننا" ولم يتهمهم بالكفر ولا النفاق.

والآن نرى سيوف الطعن في الدين أول ما يشهر فى الحوار!!!.